يقولون إذا كبر والديك فهذا الوقت لكي ترجع لهم المعروف الذي اسدوه لك في الصغر. لكن في الواقع مقارنة العناية بالطفل بالعناية بالكبير ليست واقعية.، فالعناية بالكبير مختلفة تماماً على مستوى الابناء و الوالدين.
لو تسألني كم سنة أحب أعيش؟ لكن جوابي لا اؤد أن اصل لعمر افقد فيه استقلاليتي و احتاج فيه للغير.
فقدان نعمة الاستقلالية صعب جداً لكثير من الناس، هذه النعمة التي لم يحس فيها الأطفال خصوصاً قبل أن يعوا ما حولهم فالأطفال ليس لديهم مشكلة بأن تُقدم لهم الرعاية. أما الكبير فتصعب عليه أن يرى نفسه محتاج للآخرين. فقدان النعمة بعد الحصول عليها أصعب من عدم الحصول عليها نهائياً في هذه الحالة.
الوالدين إذا كان لديهم اولاد اصحاء يعلمون بأن هذا الطفل سيظل معتمد عليهم فقط لفترة معينة و أنه سيتكسب مهارات تمكنه من الاستقلال. أم في كبار السن فالاولاد يعلموا بأن والديهم في الاغلب لن يتحسنوا بل سيفقدوا مهارات يحتاجونها لكي يقضوا أموراهم بأنفسهم فكلا الوالدين و الابناء لا يروا أمل، بينما من لديهم أطفال اصحاء لديهم أمل .هذا الأمل الذي يفقده الوالدين الذين لديهم اولاد بهم مرض لا أمل لهم في تطوير مهارات تجعلهم مستقليين و هذا أكثر ما يصعب عليهم مواجهته.
الأطفال حجمهم صغير مقارنة بالكبار فمستحيل أن يكون الطفل أكبر من والديه و أثقل منهم أما في حالة الوالدين فقد يحصل، و هذا يضع جهد كبير على الابناء و قد يؤدي في بعض الحالات إلى اصابات. فبالتالي يصعب على الكثير من كبار السن أن يضعوا جهد على ابنائهم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق